مقتطفات من نوادر جحا
الحمار المثقف
كنت جالساً ذا يوم في مجلس أحد الملوك فأراد أن يسخر مني فقال لي:
هل تستطيع أن تعلم حماري القراءة والكتابة؟
فأخذتني الحمية وقلت : أعلمه على أن تمهلني عشرين عاماً
فوافق الملك على التحدي وقرر صرف راتب لي في هذه المدة
فلما خرجت من مجلس الملك اقترب مني أحد الأصدقاء وقال لي:
يا أحمق كيف توافق على هذه المهمة؟
فقلت له : في هذه السنوات العشرين إما أن أموت أنا أو يموت الملك أو يموت الحمار..
فمن منا الأحمق أيها الذكي؟!
الحمار الغبي
كنت عائداً من الحقل وقد حملت حماري بالحشائش الجافة فأردت أن أجرب
هل تشتعل أم لا؟
فقربت ناراً فوجدت اللهب قد اندلع على ظهر حماري فانطلق صوب الحقل فقلت له:
إلى أين أنت ذاهب أيها الغبي ؟ إن كنت عاقلاً لأسرعت إلى النهر
الحمار يفضح جحا
طرق جار لي بابي وطلب مني أن أعيره حماري وكنت أريد ألا أعيره إياه فقلت له :
معذرة فقد ذهب أبي بالحمار إلى السوق وما كدت أتم كلامي حتى ملأ هذا الحمار الأحمق البيت نهيقاً وجلبة
فقال جاري : إنك تكذب يا جحا ها هو الحمار يملأ البيت نهيقاً وأنت تقول إنه في السوق.
فقلت له : يا جاري العزيز أتصدق الحمار ولا تصدق جارك جحا؟!
الحمار المشاغب
بعد أن تعبت من عناد حماري أخذته إلى السوق يوماً وعرضته للبيع فاقترب منه
مشتر ومد يده إلى فم الحمار ليعرف عمره فعض الحمار يده.
ثم اقترب آخر وحاول أن يركبه فأوقعه الحمار. وجاء ثالث فرفسه الحمار.
فلما جاءني الدلال قال : إن هذا الحمار لا يباع ولا يشتري فهو يعض ويرفس .
فقلت له : إني لم أحضر حماري العزيز هنا إلا ليعلم الناس ما أعاني منه
الحمار يرفض
جاء جار لي وطلب أن أعيره حماري فقلت له دعني قليلاً لاستشيره
ثم دخلت إلى داخل المنزل وعدت لجاري بعد قليل وقلت له لم يرض حماري
لأنه يزعم أنك تهينه وتضربه ضرباً مبرحاً ، كما أنك تشتمه هو وصاحبه.
ذهبت إلى السوق لأبيع حماراً وفي الطريق لاحظت أن ذيله قذر فقطعته ووضعته في خرجي
فلما وصلت إلى السوق أعجب الناس قوته وبنيانه المتين إلا أنهم امتنعوا عن شرائه بسبب ذيله المقطوع.
فقلت لهم مطمئناً: لا تخافوا نتفق على الثمن أولاً أما الذيل فإنه معي في هذا الخراج
سأشتري حماري
أخذت حماراً هزيلاً بطيئاً لأبيعه في السوق فأعطيته للدلال فأخذ يقول:
من يشتري حماراً قوي البنيان ، سريع الخطو ، لا عيب فيه ؟
ففكرت قليلاً وقلت : والله لأشترينه .. فأخذت أزايد مع المشترين حتى وقع عليّ المزاد
فأعطيت الدلال الثمن وعدت بحماري وأنا سعيد فلما قصصت لزوجتي ما حدث
قالت:بارك الله فيك يا زوجي سأسعدك انا أيضاً بذكائي
لقد غافلت بائع العسل اليوم ووضعت خلخالي الذهبي ليثقل الميزان
ثم أخذت العسل ودخلت.
فقلت لها : بارك الله فيك يا زوجتي العزيزة أنا من الخارج وأنت من الداخل والبيت يعمر
لو كنت حياً
سألت زوجتي يوماً : كيف نعرف الميت من الحي ؟
فقالت: إذا مات المرء بردت يداه ورجلاه
وبينما كنت سائراً في الصحراء ذات يوم من أيام الشتاء راكباً حماري
إذ أحسست ببرودة في يدي ورجلي فتذكرت كلام زوجتي فعرفت أني مت
فنزلت عن حماري وتمددت على الأرض وإذا بذئاب قد ظهرت وهجمت على الحمار
ففتكت به فنظرت إلى هذه الذئاب وقلت:
أتفتكون بحمار مات صاحبه ولا يستطيع الدفاع عنه؟
والله لو كنت حياً لعاقبتكم أيها الجبناء!
حريقة
كان جحا جائعاً فطلب طعاماً فجاءه بماء ساخن فلم يصبر عليه حتى تهمد حرارته
بل تناول الملعقة الأولى منه بسرعة ولهفة فاحترق لسانه
وأحس كأن النار تلتهب بين معدته وفمه فقام هائماً على وجهه يهرول في الأسواق
وينادي : لا تقربوا فإن في جوفي حريقة!
مرق البط
رأى جحا سرباً من البط قريباً من شاطئ بحيرة فحاول أن يلتقط من هذه الطيور شيئاً فلم يستطع لأنها أسرعت بالفرار من أمامه وكان معه قطعة خبز فراح يغمسها بالماء ويأكلها. فمر به شخص وقال له: هنيئاً لك ياجحا لكن ماذا تأكل؟
قال : هو حساء البط فإذا فاتك البط فاستفد من مرقه
برج التيس
سأل رجل جحا : ما طالع نجمك ؟
قال : ولدت والشمس في برج التيس
قال الرجل : لا يوجد في السماء برج يسمى برج التيس ولكنك تعني برج الجدي
قال : أفمن مولدي إلى اليوم لا يصبح الجدي تيساً ؟