???? زائر
| موضوع: أهمية القراءة الاستيعابية الأحد سبتمبر 26, 2010 6:00 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعني بها القراءة من اجل توسيع دائرة الفهم والمدركات, او ايجاد مهارات فكرية او عقلية. ان القراءة القائمة على الفهم والاستيعاب من اشق انواع القراءة واكثرها فائدة لان فيها تحسيناً لفهم القارئ والارتقاء بمستواه نحو افق الكتاب والمؤلف. وقد يتطرق الى جمهور القراء ان شرط القراءة (من اجل توسيع دائرة الفهم) خلو الذهن وفراغه تماماً من الافكار التي يطرحها الكتاب, بحيث لا يكون عنده عن الكتاب فهم سابق بقليل او كثير, ولا لحمة نسب بينه وبين الفكرة التي يتعرض لها المؤلف والامر ليس كذلك, وانما نعني ان هذا الضرب من القراءة يعتني بفكرة الكتاب ورسومه الاصلية والفرعية ويربط بينها برابط رفيع, لا يهمل حقائق المسائل, وأسبابها ودقائقها ثم يربطها بما معه من علم وخواطر تتوالد من القراءة والتأمل.... ولذا فكما ان هذه القراءة تمارس في العقليات فكذلك تمارس في النقليات وعلوم الالة... ان بالامكان ممارسة هذا النوع من القراءة في الفقهيات مثلاً, من خلال الاعتناء بتصوير المسائل وايقاعها على مرادها وفي هذا ما فيه من التأمل, ثم النظر في الدلائل التي اوردها المؤلف, وهل لهذا حظ من النظر, وهل هي من موارد الاجماع او مواقع الاختلاف وسند ذلك, ثم ربطها بنظائرها المتناثرة في الابواب, وكيف حصل الاتفاق بينها, او ما وجه الافتراق بينها... وهكذا تجد انك تمارس هذا الهدف, وتجني من خلاله نتائج جيدة, بينما من يقرأ ليحفظ المسائل لا غير ويسلم ما فيها فهو يقرأ من أجل المعلومات. - ويمكن ايضاً ان تمارس في التواريخ وحوادث الامم, فالذي يقرأ من اجل معرفة الحوادث وكيف وكيف حصلت ومسبباتها, وربط بعضها في بعض, وايجاد قواسم مشتركة فيما بينها, وتلمس العلل والادواء, ثم اخذ الدروس والعبر فهذا يمارس القراءة الاستيعابية, اما الذي يعتني فقط بسرد الاحداث والاعتناء بها والانبساط اليها, او الانقباض عنها.. فقراءته تلك من اجل المعلومات... وقل نحواً من هذا الكلام في سائر العلوم. ويمكن ان نضبط القراءة الاستيعابية التي نرمي اليها بامرين اثنين: الامر الاول: الا يكون الكتاب المقروء مساوياً للقارئ في الفهم مطلقاً, وحينئذ لا يزيد فهمه من قراءة هذا الكتاب, بمعنى اخر ان يكون الكتاب الذي تطالعه لا يضيف لك معلومات وافكاراً اساسية... لها اثر في تكوينك العلمي والثقافي, وانما يضيف لك احاد المسائل والافكار, او قد يذكرك اياها فهذا يندرج تحت القراءة من اجل المعلومات. الامر الثاني: ان يكون القارئ قادراً على مجاوزة عدم المساواة بينه وبين الكتاب, بحيث يرتقي الى مصافه, فان لم يكن كذلك فان القارئ لن يستفيد من هذا الكتاب, بل قد يكون ضرباً من الالغاز. وهنا امر مهم له تعليق بهذا الهدف, وهو هل قيمة الكتب ونفاستها تكمن في استغلاقها, وجمود تراكيبها وغموض معانيها... او هي التي يرمي القارئ الى معانيها مرة بعد مرة.. فلا يتمكن من الوقوف على فهمها او يجدها طوداً عائقاً عن النفاذ اليها!!.. وهل اقل الكتب وارخصها معناً تلك الكتب التي قصد مؤلفها الى معانيها وافكارها باسهل عبارة, وبكثير من التهذيب والترتيب..!! ان من القراء من يعجب بالاول ويحفل به ويكرره بغية النفاذ الى لبابه – وقد يكون لا لباب له – وقد يتبادر اليه ان استقفاله واستغلاقه عليه راجع لما يحويه من معان ومضامين عالية, ولذلك اقفلت باقفالها... ان الكتاب انما يشرف وينفس بما يحويه من معان وافكار ومسائل, بقطع النظر عن سهولة اسلوبه وقرب مأخذه,اة لم سكن, فاذا انضاف اليه حسن الاسلوب ووضوح الفكرة كان جمالاً الى جمال وحسناً الى حسن. منقول |
|
???? زائر
| موضوع: رد: أهمية القراءة الاستيعابية الأحد سبتمبر 26, 2010 6:02 pm | |
| شكرا لك مقالة رائعة تسلم ويعطيك الف عافية |
|